الأخبارالصدى الثقافي

معتصم الحارث الضوّي: “عرض كتاب”.. موسوعة الداعشيون في مصر

معتصم الحارث الضوّي

بعد توثيق وبحث استغرقا أكثر من خمس سنوات صدرت مؤخرا “موسوعة الداعشيون في مصر 1928-2018: التحقيقات السرية مع الإخوان وتنظيمات العنف الديني: تسعون عاما من العنف ضد الدين والوطن” للدكتور رفعت سيد أحمد، المدير العام والمؤسس لمركز يافا للدراسات والأبحاث بالقاهرة.

تنقسم الموسوعة إلى أربعة أقسام تناولت الحركات الإسلامية في عهود ناصر والسادات ومبارك والسيسي، وتوزعت على خمس مجلدات سعى المؤلف من خلالها للتأطير المنهجي لظاهرة نشوء الحركات الإسلامية في مصر منذ تأسيس جماعة الإخوان المسلمين عام 1928، والدراسة الموضوعية للأفكار والمنطلقات الحركية والمذاهب الفكرية لمختلف التنظيمات المتأسلمة.

يقول المؤلف إنه يعتبر إعداده لهذة الموسوعة واجبا وطنيا وقوميا تجاه بلده وأمته والأجيال القادمة من شباب الأمة، ويضيف أنه يتمنى أن تكون الموسوعة بمثابة لبنة أولى في بنيان المقاومة ضد الدواعش القدامى والجدد  في بلادنا، ممن شوهوا الإسلام وسرقوا رسالته السامية  ومزقوا  الوطن؛ مبعدين إياه عن المواجهة الحقيقية الواجبة ضد أعداء الأمة، ليس بين أبناءها.

بذل المؤلف وقتا وجهدا ليسا بالقليلين لإنجاز هذه الموسوعة الضخمة، والتي صدرت فيما يقارب الثلاثة آلاف صفحة، وغطت مساحة زمنية تمتد إلى تسعين عاما، وبخلاف الوثائق والمستندات والكتب المرجعية، استعان المؤلف أيضا بأضابير التحقيقات السرية الحكومية، ومداولات الجلسات القضائية، مما منح الموسوعة قدرا كبيرا من الإثراء والإحاطة، وزيّنها بقيمة توثيقية منهجية لفائدة الباحثين والقرّاء وكافة المعنيين بهذه القضية الشائكة.

اختتم المؤلف الموسوعة برسالة أجمل فيها منظوره لدوافع البحث قائلا “هي قصة طويلة، كما تقول فصولها، قصة اختلط فيها الدم بالدين، فى تركيبة يرفضها الله سبحانه وتعالى، قصة الجماعات والتنظيمات التي التحفت زيفاً برداء الدين، فأساءت له، وشوهته وخلقت له أعداء يصعب اليوم الرد على دعاويهم بأن هذا (الدين) دين عنف، وهدر للدماء، مقدمين تلك التنظيمات وإجرامها عبر التاريخ كدليل على ما يزعمون”.

وأضاف “إننا فى نهاية هذه الموسوعة، نؤكد أن جوهر الإسلام هو العدل والوسطية، والدعوة بالتي هي أحسن، والبعد عن العنف في تحقيق غايات ومقاصد الشريعة، وأي قول غير ذلك يعد في تقديرنا انحرافا كاملا عن (الإسلام المحمدى) الصحيح، ويعد هدماً ليس للدين فحسب، بل للوطن ذاته، وهو عين ما قامت به هذه الجماعات على اختلاف مسمياتها منذ نشأة أولاها (جماعة الإخوان المسلمين عام 1928) إلى نشأة آخرها (داعش ولاية سيناء عام 2014)، والتي لا تزال تعبث في أمن سيناء ومدن مصر المختلفة حتى يومنا هذا (2019).

 

رأي اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى