الأخبارمقالات و تحليلات

وصية العميد المظلوم الى الرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ محمد أحمد الغزواني.! / المرابط ولد محمد لخديم

   منذ تخرجه بشهادة الدكتوراه من تونس وتهنأته من طرف الجامعة  و رجعوعه الى أرض الوطن والتحاقه بكلية العلوم والتقنيات بجامعة انواكشوط لتدريس مادة الفيزياء ..والرجل يعمل ليلا ونهارا  لكي يرفع من مستوى التعليم المترهل وكانت عنده خطة طموحة بالرفع من التعليم العالي بمايواكب التعليم الاقليمي والدولي وازداد تشبثا بالفكرة عندما انتخب عميدا للكلية  بإجماع لأساتذة في فبراير سنة 2015م..

 

  وسرعان مافصل قبل أن تنتهي مأموريته بسنتين بقانون جديد سنة 2017 م يحل محل قانون الانتخابات ويكون تعين العمد عن طريق وزير التعليم العالي ينصب من يريد ويعزل من يشاء…

 

ممكن الرجوع الى المقال كاملا من خلال الرابط التالي:هنا

 

 وقد كان كعادته مثابرا في كل أعماله وخاصة العمل الذي اشتركنا فيه معا وكان من الأوائل الذين فازوا بجائزة شنقيط للعلوم والتقنيات في تخصصه الفيزياء.في نسختها الثالثة:

 

الفائزون بجائزة شنقيط لسنة:2003م: لمرابط ولد محمد لخديم الدراسات الإسلامية. – عقيدة  د/ محمد احمد ولد سيد احمد. العلوم – فيزياءمحمد الحافظ ولد احمدو. الآداب – شعر .

 

   وقد تطور هذا الاهتمام الى دراسة لمشروع أكاديمية شنقيط للعلوم والمعارف وكان آخر أجتماع بيننا في مكتبي في مارس الماضي مع لبروفيسور سيد أحمد ولد مكية كونه ثان من حصل على جائزة شنقيط في تخصص العلوم والتقنيات بعد المرحوم لبروفيسور يحي ولد حامد أول من حصل عليها في الرياضيات..وقد قدمت لهم دراسة متكاملة عن المشروع الذي كنا نشتغل عليه سابقا.. وبما أن الدولة مقبلة على انتخابات ارتأينا أن نتريث قليلا وكانت هذه فكرته رحمه الله حتى ينتخب الرئيس المستقبلي ونجتمع مع باقي الحاصلين على الجائزة. الذين تخطوا حاجز 65 فائزا بالجائزة في جميع التخصصات من أصل حوالي 2800 عملا قدمت للجائزة منذ انشأتها سنة2001م الى يوم الناس هذا…

 

وقد سبق لنا الاجتماع بالفائزين بالجائزة الأوائل وانتخبنا مكتبا في زمن لبروفيسورالمرحوم يحي ولد حامدون حيث كان متحمسا للفكرة يسمى مشروع أكاديمية شنقيط واليكم نص المشروع الكامل لهذه الأكاديمية؛خلفية التأسيسمنذ قرون والفكر الشنقيطي يواصل ارتقاءه الثقافي الدؤوب ارتقاء يمد جسرا للحاضر، ينقل عبره فكر بلاد شنقيط ليأخذ مكانه طيفا من أطياف الثقافة العربية الإسلامية موجها سلوكه ومساهما في تحديد مستقبله، وقد اكتملت أنسجته المعرفية وأعرافها الفكرية منذ ذلك الزمن، وتوارثتها الأجيال مكتملة عصية على التغيير، صاغت كل عصاراتها الفكرية في الفقه والتصوف والأدب….. لقد اتبع الشناقطة طرقا تنطلق من مبدأ الإحاطة الشاملة التي تذكيها إرادة صلبة في مقاومة جميع الظروف المعيقة للتعليم والتحصيل، لذلك كانوا يستظهرون كل المتون التي تقع في أيديهم بغض النظر عن موضوعاتها، على الرغم من بداوة الحياة وشظف العيش وانعدام المؤسسة المركزية، فقد حصّل الشناقطة علوما ومعارف كثيرة شملت مختلف جوانب الثقافة العربية والإسلامية ، تجاوزتها أحيانا لتجيب على ما تطرح الحياة الشنقيطية من جزئيات ونوازل كان العقل يجتهد في صياغة أجوبة عنها معتمدا على معارفه، منطلقا من أصله الشرعي وآليته العقلية في قياس الشاهد على الغائب..وهذا لم يظهر دفعة واحدة بل كان ثمرة جهود جبارة أثقلت كاهل هؤلاء العلماء الأفذاذ.. فقد ظل علماء الشناقطة يراسلون نظراءهم في البلاد العربية ويسألونهم عن نوادر المخطوطات وأماكن وجودها، فكانوا يطلبون المخطوطات من السلاطين والملوك ويسافرون إليهم من أجل الحصول عليها. وقد أهدى سلطان المغرب لإبن رازكة مكتبة عاد بها من المغرب كما عاد الشيخ سيديا من رحلته إلى مراكش بمكتبة كبيرة وقد رحل الشيخ محمد اليدالي بن سعيد إلى أغادير وعاد ببعض الكاغد الشاطبي وازدهرت سوق المخطوطات في بلاد شنقيط التي اهتم أهلها بالكتاب واشتروه بأثمان غالية،فقد اشتري” موهوب الجليل شرح مختصر خليل” للحطاب بفرس عتيق، كما أشتري القاموس المحيط بعشرين بعيرا.! وانتشر نساخ المخطوطات الذين هم بمثابة دور للنشر وتنافسوا في استنساخ المخطوطات وجلب نوادرها، فكان ذلك ضمانة لبقاء هذه المخطوطات ونشرها في زمن لم تظهر فيه وسائل الطباعة الحديثة…..ووصل شغفهم بالكتاب واهتمامهم به إلى حد أن نسيان الوارث لها يعني ضياع العلم والمروءة والنسب جميعا، يقول محمد فال بن باب : إذا الفتى عن عرف وعن كتب وكان ذا ولد فاليحفظ الكتبا                       إن ضاعت الكتب فالمعروف يتبعها وليس ذا ولد وليس ذاك أبا         ووصل بطائفة منهم حب الكتاب إلى عدم إعارته، يقول شاعرهم في هذا الصدد: تمسك بالكتاب ولا تعره فإن إعارة المحبوب عار فإن الحب في الدنيا كتاب وهل أبصرتم حبا يعار                    وبهذا نلاحظ أن هذه الجامعات المتنقلة أو ما يعرف اصطلاحا ب :(المحظرة) قد جعلت من هذا البدوي إنسانا كريما محترما معتزا بنفسه واثقا منها غيورا على المثل والوطن مستميتا دون مبادئه النبيلة لا يعرف اليأس سبيلا إليه بني حضارة الدين والدنيا على ظهور أحقاف متحركة كما يجمع العلم ويحصله من شتى أصقاع الدنيا ليبثه قلوب الرجال حسبة لله تعالى..وقد كان نبراسا أينما حل يحب العلم والعلماء يعظ الناس ويقودهم بأخلاقه قبل أن يقودهم بأقواله……  هذه شذرات من قصة ثقافتنا وماضينا المجيد، تتجسد في حب التحصيل العلمي واقتناء الكتاب ومجالسته، لكن التاريخ لا يكتبه الأجداد، ولا يتحرك على الأرض طبقا للأماني والأقوال….ولإحياء هذا المنهج وضخ دماء جديدة فيه وتطويره بما يلاءم روح العصر و يثمن جهود السلف.. فقد اجتمعنا نحن حاملي جائزة شنقيط في مباني وزارة الثقافة سنة 2006 موكنا آنذاك 27 فائزا من أصل حوالي 300 مترشحا..تقدمت لنيل الجائزة علي مدى سبع سنوات العمر الإجمالي للجائزة.. وبعد جلسات متتالية ونقاشات مضنية توصل الجميع إلي ضرورة إنشاء هيئة علمية ثقافية فكرية تعرف باسم المرصد الموريتاني للعلوم والثقافة, أو (مجمع شنقيط للعلوم والثقافة) تهدف لسد الفراغ الناجم عن عدم وجود أكاديميات علمية ومعاهد للدراسات الإستراتجية وقد اتفق الحاضرون على إنشاء مكتب تنفيذي مؤقت على النحو التالي: الرئيس : أحمد ولد عبد القادرنائب الرئيس الأول : لبروفسور يحي ولد حامدنائب الرئيس الثاني : المرابط ولد محمد لخديمالأمين العام : الدكتور : الخليل ولد المهدي ولد أجيدالمسئول المالي : الدكتور سيد ولد أحمتيأعضاء المكتب:لبروفسور : سيد أحمد ولد مكيهالدكتور : محمد لمين ولد مولاي إبراهيمالدكتور : محمد أحمد ولد سيد أحمدالأستاذ : محمد ولد أحظاناالأستاذ : الأمانة ولد إبراهيمولا شك أن اقتراح مشروع إنشاء أكاديمية علمية بمنهجية حديثة هدفها تدريب الأجيال على الفكر المتجدد سينعكس إيجابا على المجتمع من الناحية الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية والثقافية، و يجعله ملما بمعطيات العصر ، مدركا للإمكانيات المتاحة للإصلاح والتطوير، خبيرا بأمراضه ،عالما بسبل علاجه، وإذهاب أدوائه، رابطا كل المجالات بعضها البعض ليكون لديه التصور الكامل لنهضة البلد. كما ستعمل بحول الله نهضة تعليمية شاملة من الابتدائية إلي الجامعة لأننا وصلنا لوقت التعليم فيه يشكل مشكلة كبيرة من أول المناهج مرورا بنظام التعليم نفسه إلي مشكلة الخريج والعمل . . . إن مشروع كهذا سوف يسهم بشكل كبير في أعادة الاعتبار إلى دولتنا بعد ما ضاعت هيبتنا وفقدنا هويتنا في عصر العولمة والمناهج المستوردة وتطبيقها بدون فحص لها؟ !

 

 

 

الأهداف  تطوير مستوى التعليم في موريتانيا من حيث المناهج وطرق التدريس.  إنشاء جيل من الأدباء والمفكرين والمبدعين والمخترعين الموريتانيين. .  .إنشاء جيل طموح هدفه نهضة الأمة و تقدم الدولة ,فالإنسان الموهوب،أكثر فائدة لنفسه، ومجتمعه، من ملايين البشر، ممن لا يتمتعون بالموهبة.العوامل التي يجب أن نأخذها في الاعتبار : ـ الرصيد الهائل من البحوث سواء تلك التي فازت بالجائزة أو التي لم تفز وتم تقييمها من طرف مجلس جائزة شنقيط في تخصصاتها الثلاثة : الدراسات الإسلامية : عقيدة , فقه , تجويد.. أصول, فكر إسلامي , تاريخ اسلامي,….الخالعلوم و التقنيات : , كيمياء, فيزياء, بيو كيمياء, بيولوجيا, رياضيات, هندسة, طب , تخصصات متنوعة أخرى. . . الخالآداب والفنون : شعر, قصة , رواية, نحو , نقد, دراسات تاريخية…..الخو أن هذه الكتب التي فازت بالجائزة تحمل اسم الجمهورية الإسلامية الموريتانية وبالتالي أصبحت ملكا لها ويجب طباعتها ونشرها مع احتفاظ الدولة بكافة الحقوق بعد أن سلبتها منها دول عربية وشرق أوسطية لمؤلفين كبار مثل ولد أتلاميذ وآب ولد أخطور ومحمد الأمين الشنقيطي…وغيرهم . .  أن تكون الأكاديمية متاحة لأبناء جميع المستويات  أن ترعى غير القادرين مادياً من النابغين والمتميزين.  – .اكتشاف المواهب ورعايتها منذ الصغر..كمكمل لثانوية النخبة التي أنشأتها الدولة مؤخرا.. .إقامة مؤتمر شامل حول المشاكل التي تعترض الثقافة والتعليم والبحوث الإسلامية والعلمية والأدبية ، والتنسيق مع بعض الباحثين والعلماء والأساتذة في هيئة منظمة متناسقة متكاملة فاعلة للمساهمة في وضع الخطوط العريضة للمناهج التعليمية والثقافية التي تمد طالب العلم بما يجعله عارفا مبصرا- بل عالما عاملا – بما يجعل الأمة قادرة على النهوض من كبوتها ، متحررة من الهيمنة الغربية، متصديةً للغزو الفكري. .وذلك يستدعي أن يبدأ الطالب بعدة مراحل تعليمية في تدرج ،وتكامل، وشمول ،وصولا إلى الهدف – وهو الإعداد القادر على التغيير والإصلاح والبناء والتطوير مع مراعاة الأهمية القصوى للجانب العملي، التطبيقي، دون الإغراق في التنظير، ودون الإحجام عن مجال العمل بدعوى الانشغال بالعلم فالأمة ليست في حاجة إلى عالما صالحا بقدر ما هي في حاجة إلى مصلح عالم……تشجيع التفوق والتجديد والبحث العلمي : ينظم البحث العلمي والتقني بطريقة ترفع من تماسكه وفعاليته وفق المهام الموكولة لها في تحديد السياسة الوطنية في مجال البحث العلمي والتكنولوجي ووضع الأولويات الكبرى في هذا المجال ، وتطوير مشاريع البحث وهذا يستدعي من الدولة تخفيض عدد الأكاديميين وهو ما من شأنه أن يسهل عملية اختيارهم وخصوصا في بعض التخصصات العلمية التي هي في طريق بدايتها ، وذلك على النحو التالي: أ- تحدد الدولة عدد أعضاء الأكاديمية يكون من بينهم موريتانيون يدعون أعضاء مقيمين و أجانب تكون لهم صفة أعضاء مشاركينب- أعضاء مراسلين يمكن أن يكونوا من موريتانيا أو أجانبج- تخفيض عدد أعضاء كل هيئة علمية حسب ما تراه الدولة, و يتم اختيارهم من بين الأعضاء المشاركين أو المراسلين بتحديد مدة ولاية الأعضاء المراسلين في أربع سنوات، قابلة للتجديد مرة واحدة….  . إعداد العلماء والباحثين والتركيز على تنمية مهارات التفكير العلمي وكذلك انطلاقا من نتائج عدد كبير من الدراسات العلمية الموثقة التي أشارت إلى أن صناعة التفوق الحضاري تتحقق بأيدي القلة من ذوي الموهبة والإبداع لتحقيق أفضل استثمار ممكن لهذه القدرات لصالح الفرد والوطن. وتهدف الأكاديمية إلى المساهمة في التعرف على الطلاب ذوي القدرات العقلية العالية من خلال المقاييس العلمية المقننة وإتاحة فرص تربوية لاكتشاف مواهبهم وتقديم رعاية تربوية وعلمية للفئات الخاصة من الطلاب الموهوبين ذوي القدرات الفريدة في مختلف مناطق الوطن من خلال تقنية التعليم عن بعد كما توفر فرصا تربوية للعناية بكامل الشخصية وإتاحة الفرص لهم للتعمق الدراسي في المجالات العلمية الأكثر مناسبة لقدراتهم للمساهمة في تحقيق متطلبات التنمية في موريتانيا برعاية الكوادر البشرية عالية القدرات في وقت مبكر. وفق مقاييس علمية موضوعية. وتتلخص رؤية المرصد الموريتاني للعلوم في أن يكون صرحا علميا متميزا كأحد أهم وسائل الرعاية التي تقدم للطلبة الموهوبين أيا كانت خلفياتهم الاجتماعية والاقتصادية لتحقيق أعلى قدر ممكن من النمو العقلي والعلمي والاجتماعي. برعاية الكوادر البشرية عالية القدرات في وقت مبكر. وهذا هو أساس التنمية في أي دولة خاصة الدول النامية.. كما يجب أن تتمتع هذه الهيئة العلمية بالاستقلالية في إعداد أنشطتها و أن تكون لها جهاتها الإشرافية المستقلة ولها الحق في بناء مقررات دراسية خاصة بها في جميع المجالات العلمية. وإبرام مجموعة اتفاقات مع أكاديميات عالمية وجهات علمية متخصصة..هذه بعض الأفكار العملية التي قدمناها حول الموضوع .. وهي بالتأكيد قابلة للمناقشة والتطوير..

 

هذا المشروع هو وصية المرحوم العميد محمد أحمد ولد سيد أحمد الذي قضى مع بعض عمومته رحمهم الله  في أحد جولات حملة الرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ الغزواني …

 

 والمسؤلية الآن في تحقيق هذا الصرح العلمي على عاتقنا جميعا وخاصة رئيس الجمهورية المنتخب القائل: أن للعهد عنده معناه..وكذالك لبروفيسور سيد أحمد ولد مكية الذي تعهد معنا لمواصلة العمل حتى يتحقق هذا الصرح العلمي الكبير.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى