الأخبارصدى الاعلامعربي و دولي

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في حديث لـ«بلومبرغ»: مشروع “نيوم” قفزة حضارية للإنسانية

الصدى – “الرياض”/

صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي

بّين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الجدول الزمني لمشروع “نيوم”، حيث قال إن الفكرة طُرحت في عام 2015، وبدأ التخطيط من منطلق الحاجة إلى عاصمة تجارية واقتصادية.

 

واعتبر سموه في مقابلة مع بلومبرغ نيوز على هامش مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض، أن المدينة الجديدة “نيوم”، أمر استثنائي سيُغيّر مِنْ قطاع الترفيه، ونفس الأمر ينطبق على طريقة العيش، مؤكداً أن هُناك فرصاً لا تُحصى في مجالات النقل والصحة والتموين.

 

وقال سمو ولي العهد أن المدينة سيتم افتتاحها في العام 2025، إلا أن الزيارات لها ستبدأ في العام 2020 حيث ستكون الفنادق قد اقيمت حينها.

 

وتوقع الأمير محمد بن سلمان أن تقوم “نيوم” بتوليد الكثير من الأموال لصندوق الاستثمارات العامة وهو ما سيساعد على زيادة إجمالي الناتج المحلي للمملكة بشكل كبير. وإلى نص الحوار مع سموه:

 

بلومبرغ: هناك العديد من الأسئلة حول المُسمى، حيث كان اسمها Pulse (نبض) في بداية الأمر.

 

الأمير محمد بن سلمان: كان اسم نبض في الوثائق فقط، وللمضي في الإجراءات احتجنا إلى وضع اسم مؤقت. لذا اخترنا هذا الاسم عشوائياً. وبعد ذلك كنا نعمل على الاسم النهائي.

 

كانت هناك أفكارٌ عدة، وكان هناك عدم موافقة من البعض. لم نُرد تسمية المشروع باسم عربي أو لاتيني، أو أي اسم من أي لغة أخرى، لأن المشروع يُمثل قفزة حضارية للإنسانية. لذا يجب ألا يكون الاسم من أي حضارة محددة. كانت هناك أسماء لاتينية وعربية مناسبة، فكان القرار صعباً. أقمنا ورشة عملٍ وقررنا أخذ الحروف الأولى من الأسماء المُقترحة والحروف الأولى من القطاعات الرئيسية ومحاولة وضعها في عبارة ملائمة. فتوصلنا إلى “نيو – مستقبل”. نيو كلمة لاتينية تعني “جديد” ومستقبل من اللغة العربية لتصبح “نيوم”.

 

ولكن الحروف تمثل أيضاً جميع القطاعات والأسماء، فكلمة نيو تعني جديد، ولكن على سبيل المثال الحرف E يُشير إلى كلمة ترفيه، وحرف M يرمز إلى الحركة، وحرف L يرمز إلى قابلية العيش. ولكن عبارة مستقبل-جديد “نيو-مستقبل” عبارة طويلة أيضا، لذا اختصرناها إلى “نيوم”.

 

كانت هنالك أمثلة كاسم شركة سوني، وهي ليست ذات معنى. ولكننا لم نكن نُريد أن نخرج بشيء ليس ذا معنى. وباختصار كلمة نيوم تُعطيك إحساساً بأنها تحمل اسما ًللمستقبل، وتشعر أن نيوم هي اسم من الفضاء الخارجي.

 

هل لك أن تشرح لنا الجدول الزمني للمشروع من حيث متى تتوقع اكتمال المرحلة الأولى أو متى ستباشرون بالبناء؟

 

لقد بدأنا بالتخطيط، حيث طرحتُ الفكرة في عام 2015 في أول اجتماع مع فريقي الجديد، وذلك أننا نحتاج إلى عاصمة تجارية واقتصادية. ولقد خطر في ذهني أننا نملك موقعاً مميزاً في شمال غرب السعودية، وذلك للأسباب التي ذكرتها. ومن ثم، دخلنا في نقاشات حتى الأشهر الأولى من العام 2016، عندما شكلنا مجلس تأسيسي تحت رئاستي، وأنشأنا مكتباً تأسيسياً. وهو إدارة علميات التنمية. وكان المقصد من هذا المكتب أن يتحول إلى الإدارة بحد ذاتها.

 

في فترة عام 2016 عملنا من أجل تأسيس هذا المكتب وبناء الاستراتيجيات، والرؤى، والأهداف، وبدأنا في طرح الأفكار. ماهي الخسائر وماهي التسريبات التي نعانيها في اقتصادنا وكيف لنا أن نعيدها؟ وكيف ننافس؟ وأخيراً، توصلنا إلى تسعة قطاعات، بعضها كانت تقليدية والبعض الآخر قطاعات جديدة. ولكن حتى القطاعات التقليدية، كُنا نريد أن نُقدمها بطريقة تبين أنها ثورية وجديدة. على سبيل المثال الترفيه، ستكون هُنالك أفكارا استثنائية تماما.

 

اليوم نحنُ نتحدّث مع الكثير من شركائنا الخُبراء لتطبيق هذا على أرض الواقع. وحقيقة هذا أمر استثنائي سيُغيّر مِنْ قطاع الترفيه، ونفس الأمر ينطبق على طريقة العيش. هُنالِك فرص لا تُحصى في مجالات النقل والصحة والتموين. وعلى سبيل المثال، لن يكون هنالك أسواق سوبرماركت، أبدا. لن يذهب الناس لشراء المنتجات لمنازلهم، فكل شيء سيأتيك في منزلك باستخدام التكنولوجيا. وسيكون التسوّق للترفيه، لن يكون لمجرّد شراء المنتجات، وسيكون للحياة وسائل عديدة، وسائل متعلقة بالصحة والتموين والتعليم والنقل والأراضي الخضراء والتصميم، والكثير من الوسائل.

 

نحنُ نريد أن تكون نيوم نفسها، هي أول وأهم روبوت في نيوم، نريدها أن تكون الروبوت رقم واحد. كل شيء سيكون مُتصّلاً بالذكاء الاصطناعي، كل شيء متصل بالإنترنت. وسيكون ملفك الطبي متصلاً بجهازك المنزلي وسيارتك ومرتبط بعائلتك وملفاتك الأخرى. وسيطوّر النظام نفسه في كيفية توفير أفضل الأشياء لك. اليوم نجد أن كل خدمات التخزين السحابي المتاحة مُنفصلة عن بعضها البعض – ففي السيارة هي قائمة بذاتها، وساعة آبل قائمة بذاتها، كل شيء قائم بحد ذاته. في نيوم، كل شيء سيكون متصلًا بالآخر. ولذلك لن يكون بمقدور أحد العيش في نيوم أو زيارتها دون الحصول على تطبيق نيوم الذي سيكون لدينا في ذلك الوقت. ولذلك سيكون أول روبوت في نيوم، هي نيوم نفسها. وهنالك الكثير من الأمور المتعلقة بقابلية العيش، يُمكن لأي شخص أن يجلس ويتخيّل.

 

وهناك العديد من الشركات الهائلة، تعتبر من بين أهم الشركات في العالم، التي تريد أن تقوم بمشاريعها الجديدة في نيوم للاستفادة من هذه الفرصة. وتلك التي كانت على منصة المسرح بالأمس ماهي إلا مثالاً بسيط جداً. سنسمع الكثير من الأمور في عام 2018، وربما في 2017. الترفيه لن يكون اعتيادياً والمعيشة لن تكون اعتيادية أيضاً.

 

وما نحاول تحقيقه فيما يتعلق بالنقل، على سبيل المثال، هو إيصال الحاويات الموجودة في المصانع إلى الميناء وإلى السفن دون الحاجة إلى أي تدخل بشري. ولكن كيف يمكنك تصميم مدن صناعية بحاويات بإمكانها الوصول إلى السفن ومن ثم نقلها إلى المستودعات وخلق الامدادات وخفض التكاليف، سيكون الأمر أشبه بما هو مطبّق في المطارات. وهناك ما يكفي من حركة المرور وما يكفي من المال. نحن نحاول ان نحدث تغييرات، ولقد قمنا بهذه الاختيارات بعناية فائقة للتأكد من الحصول على حصة قوية فيها وإحداث فارق. ولم نكن لنعلن عنها لو لم يكن لدينا المال، الطلب، والشركاء، وسيكون هناك العديد من المفاجآت.

 

هل يمكنك أن تعطينها فكرة عن الشركات التي تتحدث عنها؟

نحن نعلم جميعا ماهي الشركات الأكثر ابتكارًا في العالم. ماهي الشركة التي ستكون ممثلاً لـ”نيوم”؟

 

هل تقصد كفريق واحد؟

 

ماهي الشركات التي نتحدث عنها، من الذي سيقوم بعمليات التوصيل إلى السكن؟ من الذي يملك القدرة على تصميم وسائل نقل لا متناهية؟ من الذي يملك القدرة على إنشاء مجتمع قائم على تطبيقات الكترونية؟

 

نحن نتفاوض مع الجميع، ونتفاوض مع شركة “أمازون”، فأعضاء الشركة مُنخرطون معنا في العمل، ولكننا لم نصل بعد إلى اتفاقٍ نهائي. ونتفاوض أيضاً مع مجموعة شركة “علي بابا”، وهم مُنخرطون أيضا في العمل، ولدى كلا الشركتين أفكار عظيمة من شأنها أن تجعل من مشروع “نيوم” مُختلفًا. وليس بإمكانهم سوى تطبيقها على مشروع “نيوم” وذلك لأنهم يرغبون بوضع بصمتهم على المشروع. وأما فيما يخص التنقلات، فإن لدينا ارتباطٌ وثيق مع شركة “إيرباص” وغيرها من الشركات الأخرى. ولذلك فإن لدينا “سيراً ذاتيه” لعدد من الأشخاص البارزين حول العالم والمنُخرطين في هذا المشروع والمُهتمين بإنجاز الأمور.

 

لدينا فريق رائع وكبير، ولدينا الآن الرئيس التنفيذي المسؤول عن الحوكمة، وهو كلاوس، ولدينا فريق تملأه الكوادر يعمل تحت إدارته، البعض منهم قُمنا بتعيينه قبل ستة أشهر أو عام واحد، وهم من الطراز العالمي.

 

والآن يضم مجلس الإدارة لدينا اشخاصاً مُحترفين وجيدين. وأقوم أنا بقيادة هذا المجلس. ولدينا أيضا المجلس الاستشاري. إذ يضم المجلس الاستشاري هذا الآن أكثر من مئة شخص. ولدينا أسماءٌ بارزةٌ أيضاً، بل وبارزة جداً، والعديد منهم حاضرون معنا اليوم هاهُنا. وسنحاول أن نرفع عدد أعضاء المجلس الاستشاري ليصل إلى 300 شخص بكفاءات عالية جداً في تلك القطاعات التسع.

 

ولمجرد العودة إلى الجدول الزمني، هل سيتم وضع حجر الأساس في عام 2019 أو في عام آخر؟ متى سيتم وضع حجر الأساس ومتى ستكون المرحلة الأولى والمرحلة الثانية للمشروع ؟

 

أعتقد أن الناس سيذهبون إلى هناك في عام 2020. سيجدون فنادق وأماكن، في عامي 2020 و2021. ولكنني أعتقد أن المدينة – والتي تُعد المشروع الرئيس – سيتم افتتاحها في عام 2025. فعلى سبيل المثال، نعمل حاليًا بوتيرة سريعة على أمر نُسميه “خليج نيوم”. لا يتمثل ذلك الأمر في المدينة، بل في الخليج المجاور لها، لكي نسمح للمكاتب والأماكن لمزاولة العمل في الموقع. ولكن عندما تكتمل أعمال المدينة، سيصبح خليج نيوم كبلدة هامبتونز في نيويورك في وقت لاحق. لذلك، أنا أعتقد أن خليج نيوم سيكون جاهزا في عام 2021، ونأمل أن يكون جاهزًا قبل حلول ذلك الوقت. وفي واقع الأمر، هنالك مطارٌ بالفعل. مطارٌ مهيأٌ للأعمال فقط.

 

المطار في منطقة تبوك؟

 

في تبوك، وفي الحقيقة، اكتمل المطار خلال هذا الشهر، إنه مطارٌ جديد، ولكنه مخصصٌ فقط لموظفي “نيوم”. وأنا أعتقد أننا سنبدأ بتطويره ليكون متاحا للناس في العام المقبل، 2019. ولكنه لا يُعدّ المطار الرئيسي لـ”نيوم”. إذ سننشئ المطار الرئيسي لـ”نيوم” بعد عام 2020.

 

لقد ذكرت بأن أهداف الحكومة السعودية كانت وما زالت تكمن في إحداث وظائفٍ للمواطنين السعوديين، الأمر الذي يُعتبر هدفًا رئيسيًا بالنسبة للحكومة. كيف ترى مدى قابلية المواطنين للانخراط في مدينةٍ كمدينة “نيوم” إذا ما كانت قائمةً على الروبوتات، ومن وجهة نظرك، كيف سيتم توظيفهم وكم عدد الذين سيتوظفون فيها؟ وحينما تنظر إلى السعودية، فستجد أن هنالك أمثلة أخرى ليست طموحةً بهذا القدر، مثل مركز الملك عبدالله المالي ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية ومدينة جازان الاقتصادية، وجميعها تم الإعلان عنها في جوٍّ احتفالي كبير، ومع ذلك عانت وتعثّرت. لماذا تعتقد أن هذا المشروع سيكون ناجحاً ومختلفاً؟

 

علينا أن نحافظ على الفصل بين واجبات المؤسسات الحكومية، لذلك فإن دور صندوق الاستثمارات العامة يكمن في توليد المال، ولذا فعندما بدأ الصندوق بالعمل وإنشاء “نيوم” فإنه قد نظر إليه من جانب التنمية والدخل، لذلك وبطبيعة الحال سوف تقوم “نيوم” بتوليد الكثير من الأموال لصندوق الاستثمارات العامة وهو ما سيساعد على زيادة إجمالي الناتج المحلي لدينا بشكل كبير.

 

نحن نتحدث عن زيادة تقدر بمئة مليار دولار أميركي بحلول عام 2030 في إجمالي الناتج المحلي، وأعتقد أننا سوف نحقق أعلى من هذه الزيادة بكثير ولكن فريقي يريد مني أن أعلن أرقاما أكثر تحفظاً لذا فإن الزيادة ستكون كبيرة. وبطبيعة الحال، فإنه سيتم خلق الكثير من فرص العمل. وبطبيعة الحال، سوف يجد السعوديون الكثير من فرص العمل هناك. ولكن ليس من واجب “نيوم” خلق فرص عمل للسعوديين فقط بل إن من واجبها هو أن تكون مركزا عالميا للجميع في العالم بأسره. لذلك فإنها ستخلق فرص عمل للسعوديين وستخلق فرص عمل للكثير من الناس في جميع أنحاء العالم، لكنها ستولد المال لصندوق الاستثمارات العامة، وسوف تذهب هذه الأموال من الصندوق إلى الحكومة السعودية، وسوف تساعد الحكومة السعودية بشكل كبير على البدء في الكثير من المشروعات وخلق أنواع مختلفة من الوظائف.

 

لقد كان صندوق المؤسسة العامة للتقاعد يعمل على مركز الملك عبدالله المالي في الرياض لفترة معينة من الزمن. وكانت المشكلة أن مساحة المكاتب أعلى بكثير من احتياجات الرياض. فما الذي فعلناه نحن في رؤية 2030 ؟، لقد جاءنا وقمنا بإعادة هيكلة المركز المالي بأكمله، وقمنا بتقليل عدد المكاتب وزيادة عدد الوحدات السكنية. لذلك فالمشروع لم يفشل، وسوف يكون المحرك الرئيسي لمدينة الرياض، وستعقد قمة الدول العشرين في عام 2020 في المركز المالي، وفي عام 2018 سوف نقوم بافتتاح المرحلة الأولى منه، لذلك فالأمر لا يشكل أي قلق بالنسبة لنا.

 

أما بالنسبة لمدينة الملك عبدالله الاقتصادية، فالحكومة لم تستثمر فيها، لقد تم الاستثمار فيها من قبل القطاع الخاص السعودي وعدة شركات أخرى خارج المملكة العربية السعودية، ولذلك فنحن لا نتحمل المسؤولية عن أي فشل في ذلك المشروع لأنه لا يوجد هناك أي التزامات على الحكومة تجاه ذلك المشروع. ومع ذلك، فالمشروع لم يفشل. إذ أن الميناء يعمل، وقد استأجرت المدينة الصناعية العديد من الوحدات وافتحت عدداً من الفنادق، وأهل جدة يطلقون عليها “جدة الجديدة”. وقد بدأ معظمهم بالانتقال إلى مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ولذا فهي ليست مدينة أشباح، إنها مدينة تنمو ويوجد بها عشرات الآلاف من فرص العمل الآن.

 

اليوم، نحن في الحكومة نتحدث مع شركة مدينة الملك عبدالله الاقتصادية حول كيفية المساعدة في تنمية المدينة بطريقة أفضل. إن لديهم 45 برنامجاً نعمل عليه معهم دون أن تدفع الحكومة ريالاً واحداً، وهذه الأهداف الخمسة والأربعين ستساعد على خلق وتيرة جديدة في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية.

 

إن مدينة جازان الاقتصادية لديها مشروعات هائلة تابعة لأرامكو اليوم، ومشروعات هائلة تابعة للصينيين. ففي الزيارة الأخيرة مع الصينيين، وقع الملك سلمان بعض الاتفاقيات المتعلقة بهذا الصدد، أنا أضمن لكم أنه إذا ما ذهبتم إلى هناك بعد ثلاث سنوات، فإنكم قد تجدون بأن عدد الصينيين أكثر من السعوديين. إن هذه المشروعات لم تفشل.

 

تعتبر “نيوم” أمرٌ مختلف تماما، فهنالك التزام من الحكومة، نحن نضع اسماءنا في السطر الأول، وقد وضع صندوق الاستثمارات العامة مئات المليارات من الدولارات في هذا المشروع، وكذلك وضع بعض المستثمرون نفس المبالغ، هنالك طلبات ضخمة وتسريبات مالية عالية نسعى إلى استعادتها، موقع مميز، وكذلك المناخ، بالإضافة إلى الوصول إلى مناطق العالم. كما تمتلك مواقعاً تاريخياً، هذا المكان لا يكاد يكون موجوداً حتى في الاحلام.

 

هل تشعر دبي بالقلق؟

 

أعتقد أننا ننشئ طلباً جديداً وهذا سوف يساعد دبي وكذلك المواقع المحورية الأخرى في الشرق الأوسط. لا أعتقد أن هونغ كونغ أضرت بسنغافورة أو سنغافورة أضرت بهونغ كونغ. إنهم يخلقون طلباً جديداً جيداً لبعضهم البعض. هذه المنطقة، سوف تخلق طلبًا جديدًا، وليس نفس طلب دبي. هذه المنطقة سوف تساعد دبي، والبحرين، وخصوصا الكويت، إذ سوف تصدر الكويت إلى أوروبا بشكل أسرع وأرخص من الآن وذلك عبر انابيب وسكك منطقة “نيوم” إلى مصر – شمال سيناء – ثم إلى أوروبا.

 

إذا كنت تتذكر قبل سنة ونصف، وقع الملك سلمان مع الرئيس المصري اتفاقية بشأن منطقة حرة شمال سيناء. إن الهدف وراء توقيع اتفاقية هذه المنطقة الحرة شمال سيناء هو من أجل ربطها بـ”نيوم” ، إذ ستحظى “نيوم” بالكثير من المنافذ، بعضها في السعودية وبعضها في مصر. ولذلك، سوف تستفيد دبي، والبحرين، والكويت، ومصر والأردن وكذلك دول البحر الأحمر والكثير من الأماكن في العالم بنفس الطريقة أو بطريقة أخرى.

 

هل ستخضع هذه المدينة إلى أنظمة ومعايير مختلفة؟

 

سوف تكون القوانين السيادية ضمن إطار القانون السعودي، مثل الدفاع، والأمن الوطني، ومكافحة الإرهاب والتهديدات المماثلة، والسياسة الخارجية. هذه الأمور ستبقى ضمن إطار القوانين الحكومية، ولكن القوانين التجارية وغيرها ستخضع تحت إطار قوانين خاصة بـ”نيوم” نفسها، سوف يمنحون الحق في تنظيم كل هذه التفاصيل بالطريقة التي تخدم أهداف “نيوم”.

 

هذا شيء رائع. وعندما تنظر إلى أي مدينة حول العالم، على سبيل المثال نيويورك فسوف تجد قوانين تخدم الجميع، سواءً شركات أو أفراد، ولذلك فهم يسعون إلى وضع الأمور بالطريقة التي تُفيد الجميع. ولكن “نيوم” لا يوجد مثيل لها، فالتشريعات سوف تكون وفقاً لحاجة الشركات والمستثمرين، ولذلك سوف يأتي الناس إلى “نيوم” لثلاثة أساب: إذا كان مستثمر، أو يعمل في أحد المشروعات، أو سائح، أما إذا لم يكن من ضمن هذه الثلاثة أصناف، فلن يكون في “نيوم”، ولذلك سوف تكون الأنظمة والتشريعات معدة بالطريقة التي تجعل النمو سريع للغاية، تخيل معي لو كنت محافظ نيويورك وليس لديك الكثير من المطالب الشعبية، فما الذي سوف تقدمه للشركات والقطاع الخاص.

 

هل يعني ذلك بأن السعوديين سيتمكنون من الوصول إلى مشروع نيوم بكل يسرٍ وسهولة؟

 

لن يذهبوا إلى “نيوم” ويناموا على الطرقات. إذا ذهبوا إلى نيوم، عليهم أن يقوموا بحجز غرفة في فندق أو أن يكون لديهم منزل أو شقة في “نيوم”.

 

هل بإمكانهم أن يتملكوا شقة ولو لم يكن لديهم عال في نيوم؟

 

بالطبع، ونحن نسمي هذا الأمر بالاستثمار.

 

لو كنت سعودياً أو أجنبياً وأريد أن أعيش في “نيوم” ؟

 

أهلا بك وسهلاً.

 

ولكن علي أن أشتري سكناً هناك؟

 

نعم عليك أن تشتري، وذلك يعني أنك ستقوم باستهلاك الطاقة وبإنفاق المال على سلع التجزئة وعلى الترفيه، وبالتالي أنت مستثمر وسائح في ذات الوقت.

 

هل لك أن تخبرنا عن آخر المستجدات حول توقيت ومكان طرح الاكتتاب الأولي لأرامكو؟

 

لقد قلناها أكثر من مرة يوم أمس، نحن على المسار الصحيح، وسيتم الطرح في 2018، وعلى ما أعتقد بأن الطرح سيكون في النصف الثاني من 2018، لا نواجه أي مشاكل، لدينا عمل كثير ولدينا قرارات كثيرة وهنالك الكثير من الأمور التي سيتم الإعلان عنها.

 

هل سترغب بتمديد اتفاقية منظمة أوبك مع روسيا الدولة غير العضو في المنظمة؟

 

الكل مستفيد، سواء الدول الأعضاء في منظمة أوبك أو الدول غير الأعضاء. هذه هي المرة الأولى التي نقوم فيها بعمل اتفاقية للمنظمة مع دول من غير المنظمة، فيما يتعلق بالمحافظة على استقرار سوق النفط يزداد إيمان الكثيرين بهذه الاتفاقية يوماً بعد يوم. لأنهم رأوا النتائج بأم عينهم. لذا، فإن الجميع مهتمون باستمرار المحافظة على هذه الاتفاقية.

 

بلومبرغ: إلى أي مدى تودّ تمديد هذه الاتفاقية؟

 

مسألة التمديد، لا يمكنني الحديث عنها. لن نتحدث بشكلٍ فردي.

 

ولكنكم تريدون تمديدها إلى ما بعد شهر مارس؟

 

بالطبع، نحن في حاجة إلى مواصلة المحافظة على استقرار السوق النفطي، أعتقد بأن السوق قد تمكن من احتواء امدادات النفط الصخري الجديدة، لقد تم احتواؤها، لقد أصبحت الآن جزءًا من الواردات، نحن متوجهون الآن نحو عصر جديد.

 

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى