الأخبارمقالات و تحليلات

و تحسبونه هينًا / الدكتورة وفاء أبوهادي

د. وفاء ابوهادي /مستشارة إعلامية وكاتبة _ مدرب معتمد

لو كان للوجع صوتٌ لربما كانت صرخته من تُنهي هذا العالم ، من توجع كل أجزائه بطريقة لا يعلمها غير من يضع ذاك الصبر موازياً لشدة الوجع !
نكتم بداخلنا أوجاعاً بتخيلنا أنها أكبر من هذا الكون ولسنا مخطئين في هذا التصور
فبعد تهالك الروح وتكرار الوجع سينتج عنه ذاك الإحساس الهش والذي لا يقبل حتى مسمى الوجع أن يطرأ في حضور هذا الإحساس.

نكون قد وصلنا لمرحلة من الإكتفاء لأي إضافة من جدال أو رغبه في الإستمرار
وصلنا لحافة قد تكون بالكاد تحمي سقوطنا الذي لا عودة ولا حياة بعده.

مهما حاولت أن أعبر عن مكنون وحقيقة الوجع فسأكون عاجزة لأن غصته وطعم تلك المرارة لن يتخيلها إلا من ذاقها .

فرفقاً ببعضكم قبل أن توجعوا أحاسيس لم تتخيل يوماً ما أنها ستكون تلك الواحة الواسعة المزهرة بكل تلك الأماني لكم ستتحول لمقابر من تلك الأوجاع التي ستنثرونها دون إحساس منكم ببشاعتها
وإن اعتدنا الأوجاع والخيبة حسب ظنكم بنا فهل تعتقدون أننا سنظل نمتلك قدرة التحمل؟
وإلى أي مدى سنتحمل ؟
عذراً لتفكيركم الذي غاب عنه أنها قلوبُ تُكسر لا عظامٌ تُجبر !!

فكيف تتحولون من ذاك الكائن الوديع والمُحمل بأمنيات عديدة تضعونها بين حنايا أرواحنا لنشارككم فيها ونتوهم أننا جزء منها
كيف لديكم الإستطاعة بعد أن منحناكم أرقامنا السرية لأبواب حياتنا والتي هي من الممنوعات حتى للمقربين منا .. !!
كيف تسمحوا أن تعيثوا فساداً بعد أن تدخلوا تلك الأبواب
وتنشروا الفوضى بكل ما خلفها ؟؟!!
وتتركون تلك الزوايا التي خصصناها لكم خلف تلك الأبواب مجرد جدرانٍ مشوهه!
شخبطاتٌ بشعة بأفعالكم التي لم تمر مجرد فكرة أنها ستكون يوماً ما بهذه القساوة…

كيف اخليتوا بتلك العهود التي كانت تصعد إلى السموات ثم تنزل إلى أرض السلام كما كنتم تسمونها وكما نحن صدقنا تسميتها لأنكم فيها ؟!
كيف استطعتم أن تقتلعوا تلك المشاعر التي زرعناها في تلك الأرض وراودتنا أفكارٌ وأفكارٌ لطريقة حمايتها؟!
وأقنعتومونا أن حبكم سيحميها ، ستكونون حماة عليها ولم نفكر أن حاميها حراميها وأنكم ستسرقونها لتبدأو حفلة التسلية عليها واللعب بجذور الأمان
وتقطيع أوراق العهود ..!!

كم هي هينة تلك الأوجاع التي تظلون تتفنون بزيادة صوت أنينها ورؤية مراحل نهايتها .

وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم …!!

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى